‎⁨أمل دُنقل – قَصيدة الكمان⁩

قصيدة "الكمان" لأمل دنقل من النصوص التي تتجسد فيها حساسية الفنان تجاه الوجود الإنساني بكل ما يحمله من ألم وتساؤل. في هذه القصيدة، يختار الشاعر آلة الكمان رمزاً للذات التي لا تجد خلاصها إلا في التعبير، صوتاً دافئاً يترجم ما يعجز الكلام عن قوله. يتحول الكمان إلى مرآة لروح مثقلة بالتجربة، وإلى صوت ينتصر للشعور وسط عالم يميل إلى الصمت.

يتعامل دنقل مع الكمان ككيان حي، يحمل في أنغامه تاريخ الحنين والخذلان معاً. حين يعزف، لا يقدّم نغماً جميلاً فحسب، بل يعيد تشكيل الوجع ليتحول إلى معنى. الفن هنا ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية. من خلاله يواجه الشاعر ذاته والعالم، كما لو أن العزف فعل مقاومة يحول الألم إلى نوع من البقاء.

لغة القصيدة تجمع بين البساطة والعمق، تعتمد الإيقاع الداخلي أكثر من الزخرفة البلاغية. الصور الشعرية تأتي دقيقة ومركزة، تعكس موقفاً فكرياً قبل أن تكون تجميلاً لغوياً. في خلفية النص، يتبدّى وعي دنقل بطبيعة الفن كصوتٍ للإنسان في لحظة ضعفه، لا كزينة للواقع. الكمان عنده ليس أداة تسلية، بل وسيلة لاكتشاف جوهر الإنسان الذي لا يتخلى عن صوته مهما توالت الانكسارات.