تودّع مدريد أحد أعرق معالمها الثقافية مع إغلاق مقهى خيخون الكبير، المؤسسة التي شكلت على مدى 137 عاماً ملتقى النخبة الفكرية والفنية في إسبانيا.
تأسس المقهى عام 1888 بطاولاته الرخامية ومراياه وستائره المخملية الحمراء، ليتحول تدريجياً، خاصة بعد الحرب الأهلية الإسبانية، إلى منتدى ثقافي استثنائي. شهدت جدرانه لقاءات جمعت عمالقة الفن والأدب العالمي، من سلفادور دالي وبابلو بيكاسو إلى إرنست همنغواي وصوفيا لورين وبيرت لانكستر.
حفظ المقهى طابعه الكلاسيكي وأجواءه الدافئة عبر العقود، وشهد لحظات تاريخية ودراماتيكية، منها محاولة حرق فاشلة قبل أربعين عاماً. واليوم، تنتقل ملكية هذا الصرح الثقافي إلى سلسلة كابتشينو من مايوركا، التي تعتزم إعادة افتتاحه مطلع 2026 باسم جديد، مع وعود بالحفاظ على إرثه التاريخي رغم التحديثات المرتقبة.
لم يكن خيخون مجرد مقهى، بل كان مساحة حيوية للحوار الفكري والإبداع الفني، حيث التقت فيه الثقافات والأفكار على مدى أكثر من قرن من الزمان.