كشف دخول دفتر مخطوط جديد إلى مكتبة فرنسا الوطنية عن جوانب غير معروفة من طريقة عمل الفنان الشهير جاك بريل (1929-1978)، أحد أشهر المؤلفين والملحنين والمغنين في القرن العشرين. يضم هذا الدفتر الكثير من المسودات والأشعار غير المكتملة، وبعضها يتعلق بأغانٍ كتبت في الستينيات مثل "أغنية جاكي" عام 1965، و"الحصان" عام 1967، والأغنية الشهيرة "أمستردام" لعام 1964 التي كان بريل نفسه لا يحبها كثيراً.
ما يميز هذا الكراس أنه يكشف عن مراحل متعددة في ولادة الأغنية، حيث يظهر أن آخر مقطع في أغنية "أمستردام"، الذي يتحدث عن "بحارة يشربون الخمر"، كان في الواقع أول ما كتبه بريل، وربما كان متابعةً لأفكار لم تُستخدم في أغنية "السُكران" عام 1961. كما يلاحظ أن الفنان كان يستعيد بعض الأبيات من مسودات قديمة ويعيد صياغتها، بل ويغير وجهة النظر من المتكلم المفرد إلى الغائب فجأة، ما يدل على طريقة عمل ديناميكية أقرب إلى عملية قص وتركيب متواصلة، تعتمد على توليد نصوص متراكمة وفقاً لجذوة الإلهام واختلاف السياقات.
كما أن هذا الدفتر يحتوي على الكثير من المواد غير المنشورة، منها مقاطع حُذفت لاحقاً من النسخة النهائية لأغنية "الحصان"، إلى جانب عدة صفحات تشمل محاولة كتابة لأغنية غير معروفة حتى الآن. ويصل عدد صفحات الدفتر إلى نحو مئة صفحة، بخط اليد غير المنتظم الذي يصعب فك رموزه في كثير من الأحيان، ما يجعل المختصين يعتقدون أن هذا المخطوط لا يزال يحمل أسراراً كثيرة وقصصاً لم تُروَ حول آلية إبداع جاك بريل وكواليس كتابة أشهر أغانيه.