عبد الجليل لحجمري يرسم من طنجة خارطة طريق لمستقبل أزرق مستدام لإفريقيا

أضيف بتاريخ 10/11/2025
الجِنان Al Jinane


في مقال نشره موقع Quid.maيقدم عبد الجليل لحجمري، الأمين الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، رؤية استراتيجية شاملة لمستقبل المحيط الأطلسي الإفريقي، وذلك من خلال قمة "أفريقيا الزرقاء" ومنتدى البحر العالمي.

وينطلق لحجمري من طنجة، مدينة الرياح والعبور، ليطرح مشروع إعلان رسمي يهدف إلى إعادة تعريف دور المحيط كثروة مشتركة ومصدر للروحانية وفضاء للتعاون. ويستند في طرحه إلى ميثاق ماندي التاريخي (1236)، الذي يؤكد أن "كل حياة هي حياة"، مذكراً بإسهام إفريقيا المبكر في بناء فكر أخلاقي وقانوني عالمي.

ويقترح المقال مجموعة من المبادرات العملية، أبرزها إنشاء مرصد إفريقي للحوكمة البحرية مدعوم بمنصة "Blue Data Africa" الرقمية، التي ستربط الموانئ والجامعات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية لتبادل المعلومات وتحليلها. كما يدعو إلى تطوير الصيد المستدام من خلال حلول مبتكرة مثل الشباك القابلة للتحلل وأدوات قياس استدامة الصيد.

ويولي لحجمري اهتماماً خاصاً للاقتصاد الأزرق، مقترحاً إنشاء شبكة "Blue Innovation Hub Africa" لربط المبادرات المبتكرة في مجالات مثل المراقبة الساحلية والطاقة الشمسية العائمة والبلاستيك الحيوي المستخرج من الطحالب. كما يدعو إلى إنشاء هيئة عليا للأساطير والمعارف الإفريقية حول المياه، ومختبرات عابرة للحدود تدعم البحث العلمي.

ويتجاوز المقال النظرة التقليدية للبحر ليشمل المياه القارية من أنهار وبحيرات ومستنقعات، داعياً إلى تطوير خريطة حية للمياه الإفريقية تجمع كل هذه العناصر في رؤية موحدة. ويختتم بالتأكيد على دور طنجة كمدينة للانفتاح والعبور، حيث يصبح الحوار بين الضفاف تجربة معاشة وضرورة حتمية.

ويؤكد لحجمري أن البحر يعلمنا الصبر والاعتدال، ويربط ما يبدو متباعداً، ويذكرنا بأن كل شيء فيه يعيش في ترابط، داعياً إلى مواصلة البحث عن علاقة عادلة ومتوازنة ومثمرة بين إفريقيا ومياهها، سواء البحرية أو القارية.