نيكوس كزنتزاكي: الروح القلقة التي جمعت الفلسفة، الأدب والبحث الميتافيزيقي

أضيف بتاريخ 09/13/2025
الجِنان Al Jinane


يُعتبر نيكوس كزنتزاكي علامة فارقة في الأدب اليوناني والعالمي، إذ ترك أثراً عميقاً من خلال إبداعاته الروائية والفكرية التي لم تنفصل يوماً عن هواجسه الميتافيزيقية وأشواقه الروحية. ولد كزنتزاكي في كريت عام 1883 وعاش تجربة روحية وفلسفية غنية كان محورها البحث الدائم عن أجوبة لما وراء الطبيعة ومعنى الوجود الإنساني.

سار كزنتزاكي بين عوالم الفلسفة والدين، فاستلهم من نيتشه وبوذا وبرجسون، وعاش فترة من العزلة والتأمل في الأديرة قبل أن ينخرط في الحياة العامة. في مجمل أعماله، تبرز الثنائية الدائمة بين الروح والجسد، ويظهر صراع الإنسان مع نفسه ومع العالم، ساعياً لتحرير الروح من القيود الأرضية عبر الأدب والمغامرة الفكرية. عبّر في روايات مثل "زوربا اليوناني" و"تقرير إلى جريكو" عن رؤيته للصراع الإنساني، مركزاً على ضرورة الصعود الروحي وعدم الاكتفاء بالمادي الزائل.

كان يرى أن الأدب وسيلة للتجلي الروحي والتحليق نحو أسئلة كبرى عن الله، الحرية، والحب، فكل عمل كتبه هو صرخة نحو السماء وتأمل في سر الحياة والموت. وقد ظل كزنتزاكي حتى وفاته عام 1957 يضع قضية الميتافيزيقا في صلب مشروعه الإبداعي، تاركاً إرثاً فكرياً يُلهم كل من يبحث عن المعنى الأعمق للوجود الإنساني.

النص مستند إلى مقال شوقي بدر يوسف في مجلة فكر الثقافية، 12 سبتمبر 2025