سمح للكاتبة كلير ميسود بالترويج لروايتها "اضطراب حياتنا الغريب" في الجزائر، التي تروي قصة عائلة فرنسية من أصول أوروبية عاشت فترة الاستعمار في الجزائر، ثم اختارت الهجرة إلى القارة الأمريكية بعد استقلال البلاد عام 1962. الكاتبة، التي تحمل الجنسية الأمريكية والكندية والفرنسية، تستعرض في الرواية حياة عائلتها منذ عام 1940 خلال فترة الجزائر الفرنسية. يتنقل العمل بين أعوام 1953 و1963 ويتجنب الخوض في أحداث حرب الاستقلال، ويقدم في المقابل رؤية مليئة بالحنين حول الجزائر في تلك الفترة.
خلال ولاية جو بايدن، دعت السفارة الأمريكية كلير ميسود للمشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب المقرر في نوفمبر 2024. القصة حملت معها ذكريات شخصية للكاتبة، حيث تمكنت ميسود من زيارة الجزائر لأول مرة، وقامت بجولة في الأماكن التي عاش فيها أفراد عائلتها، منها المدرسة التي درس بها والدها والشارع الذي نشأ فيه، وصولاً إلى المسجد الذي كان في السابق كنيسة تزوج فيها جدّاها. الرحلة اتسمت بحفاوة استقبال الجزائريين، ما جعل التجربة مميزة بالنسبة لها.
يشار إلى أن إجراءات الدخول إلى الجزائر ليست سهلة للعديد من أحفاد المستوطنين الفرنسيين، وقد عرفت ميسود ذلك أثناء تقدمها للحصول على التأشيرة من سفارة الجزائر في واشنطن. وذكرت أنها طلبت من موظفي السفارة قراءة الكتاب قبل وصولها، لكنهم اكتفوا بقراءة جزء من القصة ولم يتم التدقيق في أصل اسمها المغاربي.
من جانب آخر، شهد معرض الكتاب في الجزائر منع دار غاليمار الفرنسية من المشاركة، بعد نشرها رواية "حوريات" للكاتب كمال داود الحائز على جائزة غونكور، والتي تناولت فترة الحرب الأهلية الجزائرية بين 1992 و2002. كمال داود تعرض لاحقًا لمذكرات توقيف دولية اتهمته فيها الجزائر بانتهاك الحياة الخاصة.
وتعكس مشاركة كلير ميسود في المعرض الجهود الدبلوماسية الأمريكية لتعزيز الثقافة، خاصة في ظل تحديات بيع الأدب الأجنبي في فرنسا ومع توقعات بأن تجد روايتها صدى بين المهاجرين من مختلف الخلفيات. يُذكر أيضًا أن صعوبة بيع الأدب الأجنبي في فرنسا واضحة، إذ تنافس روايتها على جائزة "الرواية Fnac" ضمن قائمة تضم 484 عملًا أدبيًا لموسم صدور الكتب الجديد.
انتهى معرض الجزائر الدولي للكتاب في 16 نوفمبر حين وصل الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال إلى الجزائر، حيث تم اعتقاله بسبب انتقاده للسلطة، ويقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية".