تعود رواية "صوف كور" للكاتبة بريتاني نيويل لتسبر أعماق جيل زد (Gen Z)، مركزة على حاجة هذا الجيل الماسة للروابط الإنسانية الحقيقية في عالم تتزايد فيه العزلة والانغماس في الهويات الافتراضية. البطلة، روث، شابة في أواخر العشرينات تعيش في سان فرانسيسكو مع حبيبها السابق دينو—تاجر مخدرات يعشق الملابس النسائية—وتفر إلى حياة خالية من اليقين، تجمعها مشاهد متكررة من الوحدة وتبدد الأمل.
عندما تبدأ روث العمل كراقصة تعرّي متخذة اسم "بيبي بلو"، تنغمس في عالم تقاطعت فيه قضايا الجنس، المال والبحث عن الذات؛ عالم مليء بالعلاقات الوهمية، شخصيات غريبة، وصراعات نفسية حادة. مع اختفاء دينو فجأة، تشرع روث في رحلة ليليّة غير تقليدية عبر الهامش الأمريكي: تسهر في الأماكن المتواضعة، وتدخل عالم الحانات والدنجنات، وتتعرف على أفراد يعيشون على حافة المجتمع، مما يجعلها تسائل هويتها وحدود شخصيتها: هل هي روث الحقيقية أم مجرد صورة يرسمها الآخرون؟.
تطرح الرواية قضايا معاصرة—منها العمل الجنسي، الهوية، هشاشة العلاقات في ظل الاقتصاد الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي—متجنبة إطلاق أحكام أخلاقية، ومفضلة رسم صورة واقعية غنية بالتفاصيل عن معركة الفرد للبقاء عاطفياً ووجودياً. بأسلوبها الساخر والمشحون بالعواطف وحس الدعابة السوداء، تعكس نيويل هشاشة التوازن النفسي في عصر يعج بالفوضى، وتمنح صوتاً لجيل يبحث بلهفة عن الدفء الإنساني الأصلي وسط عالم متغير وسريع الزوال.