المكتبات الرقمية السرية: تحدي احتكار المعرفة العلمية

أضيف بتاريخ 08/23/2025
الجِنان Al Jinane


تشهد الساحة الأكاديمية العالمية ظاهرة غير مسبوقة مع صعود "مكتبات الظل" الرقمية، التي تقدم ملايين الأبحاث العلمية مجاناً للباحثين حول العالم. وتتصدر منصات مثل Sci-Hub وLibGen وZ-Library المشهد، متحدية بذلك النموذج التقليدي للنشر العلمي.

برزت ألكسندرا إلباكيان، المؤسسة الكازاخستانية لموقع Sci-Hub، كوجه بارز في هذه الثورة المعرفية، حين أطلقت منصتها عام 2011 لتجاوز حواجز الدفع التي تفرضها دور النشر الكبرى. وتخدم هذه المبادرة بشكل خاص الباحثين في الدول النامية والمؤسسات التعليمية محدودة الموارد.

وتواجه هذه المنصات معركة قانونية مستمرة مع عمالقة النشر العلمي مثل Elsevier وWiley، لكنها تستمر في التكيف والتطور، مستخدمة تقنيات متقدمة للبقاء متاحة لمستخدميها. وتسجل المنصات أكثر من 600 ألف عملية تحميل يومياً، مما يعكس حجم الطلب العالمي على المعرفة العلمية المفتوحة.

ويكشف نمط استخدام هذه المنصات حقيقة مفاجئة: فالطلب عليها لا يقتصر على الدول الفقيرة، بل يمتد إلى الولايات المتحدة والصين والهند، حيث تمتلك جامعات عريقة وموارد ضخمة. ويشير هذا إلى أزمة عميقة في نظام النشر العلمي العالمي.

ويثير هذا الوضع جدلاً أخلاقياً وقانونياً حاداً: هل تمثل هذه المكتبات تهديداً للملكية الفكرية أم أنها ضرورة لتحقيق العدالة المعرفية؟ فبينما تحذر المؤسسات الأمنية من مخاطر مشاركة بيانات الدخول الأكاديمية، يرى المدافعون عن هذه المنصات أنها تمثل خطوة ضرورية نحو ديمقراطية المعرفة.

وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن ظاهرة مكتبات الظل قد تدفع نحو إصلاح جذري في نظام النشر العلمي العالمي. فالضغط المتزايد من المجتمع الأكاديمي والطلاب قد يجبر دور النشر على تبني نماذج أكثر انفتاحاً وعدالة في توزيع المعرفة العلمية.