المغرب: عبد المجيد سباطة يكشف تحديات المواهب الأدبية في ظل غياب البنية التحتية

أضيف بتاريخ 08/18/2025
عبر TelQuel


يرى عبد المجيد سباطة، الروائي المغربي الحائز على جائزة المغرب للكتاب سنة 2018، أن المشهد الأدبي المغربي يشهد دينامية وتطوراً ملحوظين من حيث الكم والنوع، غير أن مجموعة من العوائق البنيوية تظل تحول دون بروز هذه المواهب محلياً. سباطة، في حوار له مع مجلة TelQuel، أكد أن كتاباً مغاربة يحققون نجاحات في الخارج بينما يصطدمون في الداخل بغياب منظومة ثقافية قادرة على احتضانهم وإبرازهم كما ينبغي، وهو ما يدفع الكثير منهم لنشر أعمالهم خارج الوطن والاستفادة من فرص الدعم والانتشار.

يعتبر سباطة أن ثمار العمل الأدبي في المغرب بدأت تظهر بفضل جيل شاب طموح حقق نجاحات عربية ودولية واستفاد من وسائل التواصل الاجتماعي في تجاوز العقبات التقليدية. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ظاهرة ضعف توزيع الكتب الفائزة بجوائز والتوجه شبه الدائم للنشر في الخارج بسبب نقص دور النشر المحلية المواكِبة ومحدودية قنوات التوزيع، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على الدعم العمومي.

ويرى أن الساحة الأدبية تتوزع بين مشهد رسمي تقليدي تحكمه مصالح نخبة تسعى للحفاظ على امتيازاتها، ومشهد بديل يتغذى من مبادرات خارجية ودعم من الهيئات الدولية. رغم ذلك، يلاحظ سباطة غياب مفهوم "الدخول الأدبي" في المغرب كما هو معمول به في دول أخرى، ويرجع هذا إلى الأولويات الوطنية التي لا تضع الثقافة في صدر الاهتمامات، ما يجعل الاهتمام بالكتاب والأدب ضعيفاً في الإعلام والمؤسسات الرسمية.

أما على صعيد المضامين، فيؤكد سباطة أن الرواية المغربية المعاصرة أصبحت تلمس قضايا الهوية والأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مع ميل بارز إلى تناول التاريخ لفهم الحاضر. لكنه يشدد على أن قلة الجوائز والإقامات الأدبية تدفع المبدعين لطلب التقدير والدعم في الخارج.

وفي حديثه عن تجربته الشخصية، يشير سباطة إلى أن الصبر والمثابرة هما مفتاح النجاح الحقيقي للأديب، داعياً الشباب إلى الإيمان بقدراتهم وعدم الاستسلام للعراقيل، إلى حين تحسن الظروف البنيوية التي قد تتيح للأدب المغربي أفقاً أرحب.