الشاعر الذي أصبح رمزاً للحرية... محمد تدجّديت يُدان بخمس سنوات سجناً في الجزائر

أضيف بتاريخ 11/12/2025
الجِنان Al Jinane


أصدر القضاء الجزائري حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات بحق الناشط والشاعر محمد تدجّديت، المعروف بلقب "شاعر الحراك"، بتهمة "تمجيد الإرهاب"، وفق ما أعلن محاميه. ويُعد هذا الحكم الأحدث في سلسلة محاكمات استهدفت أحد أبرز الوجوه التي ارتبطت بالمظاهرات الشعبية التي عرفتها الجزائر منذ عام 2019.  

محمد تدجّديت، الذي ذاع صيته من خلال قصائده التي كان يلقيها في ساحات التظاهر أو ينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّل إلى صوت شعري يعكس تطلعات جيل كامل نحو الحرية والكرامة. غير أن هذا الصوت، الذي كان يوحّد المحتجين في الشوارع، أصبح اليوم مهدداً خلف قضبان السجن.  

الحراك الشعبي الذي أجبر الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة على التنحي عام 2019، خفت بريقه تدريجياً بسبب القيود المفروضة على التجمّعات والاعتقالات المتكرّرة للناشطين. ومع كل توقيف أو محاكمة جديدة، يزداد القلق من تراجع هامش التعبير السلمي في البلاد.  

المحامية فتيحة سادات أوضحت أن موكلها أُدين أيضاً بتهمة "دعم منظمات إرهابية" و"نشر أفكار متطرفة"، مشيرة إلى أن النيابة كانت قد طالبت بعقوبة أشد تصل إلى عشر سنوات. وقد أثار الحكم موجة تنديد واسعة في صفوف المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، التي اعتبرت أن الاتهامات الموجهة ضده سياسية الطابع وتهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة.  

في بيان مشترك، عبّرت مجموعة من المنظمات، بينها العفو الدولية و"بين أمريكا"، عن تضامنها مع تدجّديت، معتبرة أن استمراره في السجن "رسالة مقلقة لكل من يرفع صوته دفاعاً عن حرية التعبير وحقوق الإنسان في الجزائر".  

الناشط الذي سبق أن سُجن مرات عدّة منذ اندلاع الحراك، استفاد آخر مرة من عفو رئاسي عام 2024 قبل أن يُعتقل مجدداً مطلع العام الجاري. ومع صدور هذا الحكم الجديد، يبدو أن قضية "شاعر الحراك" تجاوزت حدود المحاكم، لتتحول إلى رمز لمعركة أوسع بين الكلمة الحرة والسلطة التي تضيق بها.