وجه الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير نداءً رسمياً إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون من أجل إصدار عفو عن الروائي والمفكر الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة بالسجن منذ عام في الجزائر. المبادرة الألمانية جاءت في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، حيث تكررت حالات ترحيل الدبلوماسيين وتقييد منح التأشيرات الرسمية، ما يعكس عمق الأزمة بين العاصمتين.
في بيان صدر الإثنين، اقترح الرئيس شتاينماير أن يتم نقل صنصال إلى ألمانيا ليحظى برعاية طبية مناسبة، مشيراً إلى تقدمه في السن وتجدد المخاوف حول حالته الصحية. واعتبر أن هكذا خطوة ستكون "تعبيراً عن موقف إنساني ورؤية سياسية طويلة المدى"، وستعزز العلاقات الثنائية وتُظهر تقديراً خاصاً للرئيس الجزائري. كما أشار إلى علاقته الشخصية القديمة مع تبون.
بوعلام صنصال أُعتقل في نوفمبر 2024 بالجزائر العاصمة وأدين في يوليو الماضي بالسجن خمس سنوات، بعد تصريحات أشار فيها إلى أن الجزائر ورثت أراضي مغربية خلال الحقبة الاستعمارية، ما أثار جدلاً واسعاً سياسياً وإعلامياً. ويظل الملف محل نزاع في سياق شعور بعدم الارتياح تجاه حرية التعبير والذاكرة التاريخية بالجزائر.
بدوره، كان وزير الخارجية الفرنسي قد أكد في وقت سابق استمرار الحوار الحثيث مع الجزائر من أجل الإفراج عن صنصال، فيما يركّز مراقبون على تأثير هذا الملف في العلاقات المعقدة بين باريس والجزائر والجهود الأوروبية لتحسين التواصل مع القيادة الجزائرية.
من جانب آخر، أثارت القضية ردود فعل متباينة في فرنسا وألمانيا تتراوح بين الإشادة بالتحرك الألماني وانتقاد الموقف الفرنسي، وسط دعوات متكررة لمراجعة السياسات الدبلوماسية التقليدية تجاه الجزائر.


