قراءة الكتب بين الإلزام والمتعة: أي ثمن لثقافة مفروضة؟

أضيف بتاريخ 09/13/2025
الجِنان Al Jinane


يشهد عالم المراهقين اليوم جدلًا متصاعدًا حول ضرورة قراءة الكتب، حيث يتساءل كثيرون: هل يجب حقًا إجبار الشباب على المطالعة، وماذا ندفع مقابل ذلك من متعة أو نفور؟ يعيش هؤلاء وسط ضغوط أسرية ومؤسساتية تدفعهم إلى اعتبار الكتاب سلعة أخلاقية أو واجبًا دراسيًا لا مفر منه، بينما يقلّ الشغف الفطري للاكتشاف الأدبي والروائي ويحلّ محله الإكراه المدرسي والاجتماعي. في حين ينظر بعض الآباء والمربين إلى القراءة كمسار أخلاقي مثالي أو وسيلة للنجاح، يعبّر آخرون عن مخاوف من إذكاء نفور الشباب عبر الفرض والإلزام المطلق، وهو ما يكشفه تراجع معدلات القراءة وتزايد الانجذاب للشاشات والألعاب الرقمية عوضًا عن الكتب.

يؤكد متخصصون أن الإكراه على القراءة قد يقتل جوهرها المتمثل في الفضول والمتعة، فغالبًا ما يقود فرض النصوص الكلاسيكية أو جعل الكتاب رمزًا للفضيلة إلى فقدان الصلة مع حاجات الجيل الجديد. ويطرح خبراء التربية مثل دانيال بيناك ضرورة منح الشباب "الحق في عدم القراءة" والحق في اختيار ما يريدون، فالمطالعة ينبغي أن تكون لصيقة بالحرية لا بالإلزام، وإلا تحوّلت إلى عبء ومصدر للبؤس المدرسي.

يرى البعض أن الفشل في تحبيب الشباب بالكتاب يأتي أساسًا من ممارسات التعليم التقليدية التي تفرض القراءة كواجب دونما محاولة لإثارة الفضول الحقيقي أو تقديم محتوى متماشي مع اهتماماتهم المعاصرة.

وفي نهاية المطاف يظهر أن السؤال "هل يجب أن نلزم أنفسنا أو أولادنا بالقراءة؟" يحمل إجابات متعددة، إذ ليس هناك وصفة واحدة تصلح للجميع. القراءة، في جوهرها العميق، تجربة شخصية وخيار حرّ، تتوقف قيمتها على السياق الذي تمارس فيه: هل هي بوابة للاستمتاع واكتشاف العوالم الجديدة أم عقوبة يتهرب منها المراهقون؟ الإجابة تبقى رهينة طريقة تقديم الكتاب للشباب: فكلما تعلقت المطالعة بالفضول الذاتي وتركت هامشًا للاختيار، ازدادت فرص بقاء الكتاب جوارهم مدى الحياة.