‎ماكرون وهوسه بجهاز المخابرات: الرئيس الذي يتغذى يومياً على تقارير سرية

‎كشف كتاب “جواسيس الرئيس”، من تأليف بيير غاستينو وأنطوان إيزامبارد، عن شغف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعالم الاستخبارات والأسرار الجيوسياسية. حسب المؤلفين، ماكرون من عشاق مسلسل “Le Bureau des Légendes”، ويُعد أكثر رؤساء الجمهورية الخامسة انخراطاً مع أجهزة المخابرات، حيث ضاعف فرق التنسيق الوطني للاستخبارات منذ توليه الحكم عام 2017.
‎يؤكد الكتاب أن الرئيس الفرنسي يتلقى كل يوم عند الساعة السابعة مساءً تقريراً استخباراتياً مفصلاً، عبر مظروف أحمر يصل مباشرة من أجهزة الأمن الداخلي والخارجي (DGSI وDGSE)، مما يسمح له بالاطلاع الدقيق على جميع المواضيع الحساسة الراهنة. يُنسب لماكرون تعليقات دقيقة وطلبات توضيح، في نهج تفاعلي لم تعرفه الرئاسة قبله.
‎يمثل هذا الهوس انقلاباً في النظرة التقليدية للرئيس تجاه المخابرات، إذ لم يكن أسلافه، كشيراك أو هولاند، يتعاملون بحميمية أو اهتمام شخصي مماثل مع الأجهزة السرية. تحوّل ماكرون، وفق المؤلفين، إلى رئيس دقيق المعطيات، لا يتردد في توجيه أوامر عملياتية ويستعين بهذه المعلومات لدعم قراراته الاستراتيجية في السياسة الخارجية والدفاع.
‎تسلط هذه الرواية الضوء على دور الاستخبارات المتنامي في صناعة القرار بالدولة الفرنسية، وعلى شخصية رئيس يرى في “الحياة السرية” وفي “الألعاب الاستخباراتية” مصدر معرفة ووعاء نفوذ في عصر الأزمات الدولية والتنافسات الاستراتيجية.